يدٌ تبحث عن صديقتها
وبمناسبة الكارثة الحالية في الشرق الأوسط، قمنا بدعوة كتاب من المنطقة لكتابة قصص وقصائد ومقالات للفت الانتباه إلى واقع مختلف عن ”الأخبار العاجلة“ من المنطقة.
من الشاشة تسقط يد، تسقط عين
يسقط قلب
هنالك عينٌ تبحث عن قرينتها
قبيل لحظة كانتا تنظران معًا إلى السماء لمّا هوت
ويدٌ حنت على أخرى
كانتا لصبيين يلعبان منذ قليل بخشونة
همت الام بنهرهما إلا أن السماء هوت مجدداً
ظلت اليد ممسكة بصديقتها
يحاول الناجون أن يعيدوا تركيب الأجزاء
إلا أن بعضها يرفض أن يترك الآخر
في غزة تنام الأم وفي يدها قلب ابنها
ينام الأخ وفي قلبه رئة أخته
كل جزء يتّصل بالآخر، كل جزء يحنو على الآخر
بانه بيضون كاتبة وشاعرة لبنانية.
لكل الحروب أضرار جانبيّة يقول المذيع بالإنجليزية معتداً بنفسه
فيما طفل في غزة يلمّ أجزاء أخيه بعناية ويضعها في حقيبته المدرسية
سيخبر الطبيب عن ضحكة أخيه، عن ركلته القوية
عن صوته العالي، المزعج أحيانًا
لن ينسى أي تفصيل
كي يعيد الطبيب تشكيل أخيه تماما كما كان
لكل الحروب أضرار جانبية يردّد المذيع
فيما أب يسير بخطى روبوتية حاملاً طفليه في كيسي نايلون
و حجر عينيه يتساقط كلما اهتزت المدينة
يداهمه المذيع بالسؤال: هل تدين نفسك ؟
لا يجيب
يتأكد المذيع من صحّة نظريته
يمسح بلسانه شفته المتشققة
و يبتلع ما تبقى من جلدٍ و دمٍ قديم
تهوي السماء مجدداً
يكنسها عامل النظافة في الاستوديو
تسقط أشلاءٌ من الشاشة
يتصل بعضها ببعض
تتراكم حتى تبني جسدًا واحدًا
يظلّ يمتد حتى يصل إلى الهوة المشتعلة في الأعلى
حيث كانت هنالك سماء
في غزة، الحياة الآخرة تسبق الحياة الدنيا
في غزة، ينتهي العالم كل يوم
فتلملم بقاياه طفلة تحبو
ما العالم سوى احجية عثرت عليها ما بين موت و آخر
في غزة حيث يعيش من ليسوا على خارطة هذا العالم
في غزة حيث يعيش من ليسوا على خارطة الأحياء أو الأموات
أولئك سيعيشون طويلاً بعد ان ينطفأ كل شيء
فهم ولدوا بعد ما انتهى العالم